المغامرة لا تقف الوقت عندها
مرت بي ذكريات في سنوات آفلة عندما
جلست أمام شاشة الحاسوب ورأيت صورة حفلة تخرجي، لم أدر ما الذي دفعني إليها لكنها
أحلى الذكريات في عمري. كنت أتذكر عندما ذهبت إلى الجامعة لأول مرة وجلست في كرسي
صف أول بداخل الفصل واستمعت ما قاله الأستاذ لنا:
عليكم أن تجتهدوا في الدراسة أكثر
جهودا من وقت سابق
لأنكم الآن ليسوا في المرحلة
الإبتدائية وللا في الإعدادية
بل في الجامعية
أمامكم الحياة التي لا تعطي فرصة ثانية
إليكم
وأمامكم الإختيار، أنتم الذين يسيطرون
عليها أم هي التي تجعلكم مطيّتها.
وبجانب آخر كان ينصحنا لنكتب كل
أحلامنا وخططنا على ورق لكيلا ننسى ماذا سنفعل لمستقبل غامض ونغيره إلى مستقبل
لامع، لأن أحلام هي تشجيع الحياة وخطط لتحققها هي التحدي، ومن الذي يقدر أن يواجهه
ويجاوزه بصبر وجهد فهو فائز.
مازال منقوشا في بالي ما الذي كتبته
حينذاك وأحده هو حلمي للدراسة في خارج بلدي وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في
حديثه الشريف: أطلب العلم ولو بالصين. وكنت لا أعرف كيف سأحصل على ذلك الحلم، فقط
الشيء الذي أنا أعرفه تعلّم وسعي لبحث عن طريق إليه، ولأنني واثقة إن الله لا
يُمهِل دعاء عباده بل هو يتمهّل فيه إلى وقت مناسب، أليس قال الله تعالى في كتابه
الكريم: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ.
والحمد لله، لقد حقق الله حلمي، وأنزل
الحلم إليّ واقعيا وأصبح الخيال حقيقيا، لا أتذكر كم وقتا استغرقته لأنتظر هذا
الحلم أن يكون ظاهرا في حياتي، الحلم لأداء المغامرة إلى الشرق الأوسط لكسب اللغة
الكريمة والخبرة الغالية، وإنما قطر هي أول البلاد من الشرق الأوسط التي وطئتها
برجلي من مغامرتي، لا أستطيع أن أصور فرحتي عندما قمت بأرض قطر في ذاك وقت، الوقت
حينما رأيت البساط البني في الأرض لأول مرة وأشجار النخل تنبت فيها.
ولم توقف حلمي
في هذا البلد فقط وكان يشجعني أن أبحث عن بلد آخر لأستعمره بطموحي من المغامرة، ولقد
وجدت فرصة ذهبية عندما فُتح باب العطلة من جامعة قطر حيث خططت سفري إلى مكان آخر
فهو تريم باليمن، وكنت ما عرفت كثيرا عن تريم، فقط سمعت عنها من القصة التي حكي
أستاذي في إندونيسيا، فهمت من كلامه أنها بلد ليس كالبلد لكنها بحور، بحور العلم.
وكنت لم أصدق تماما من كلامه، هل حقيقة
إن يوجد مكان مثل ذلك؟؟؟ وزادت فضوليتي عن هذا المكان وقررت أن أذهب إليها، ثم درست
في دار الزهراء مدة 30 يوما هناك لاستفاد وقت إجازتي من الجامعة، ليس فقط صدت علما
وخبرة جديدة في تلك البحور لكنني اصطدت حكمة عن جهد في طلب العلم أيضا.
ولم يمض وقت طويل بعد ذلك
السفر حتى غادرت من قطر التي أصبحت همزة الوصل بين طموحي المليء ومغامرتي الأخرى،
والمملكة السعودية هي هدفي، وإنها البلد الذي يزور فيه الناس من كل أرجاء العالم وخاصة
لأداء الحج والعمرة وإنما ذاك الوقت لقد جاء دوري ليضم بينهم إليها، وهذه هي أغلى
خبرة في عمري، ولا أدري كيف أصف شعوري حينما حدقت عيني إلى البيت العتيق الذي كنت
أراه في صورة مؤطرة وصار مشهدا حقيقيا بين يدي، يا لها من مغامرة
ثمينة.
وأما
الآن أنتظر فرصة تالية سيأتي إليّ لتأخذني إلى صيد الخبرة الجديدة، لأن فيديو
المغامرة لم ينتهي بعد أن يحكي قصته كله بل هو مازال في المقدمة وسوف يستمر حتى في الوقت الذي ليست هناك نهاية إلا المنايا.
متعطش
المغامرة،
إيرما
حليمة السعدية
Tidak ada komentar:
Posting Komentar